نستكمل حديثنا في تفنيد الإدعاء الذي يروجه البعض اليوم من أن شخصيات آدم وحواء شخصيات غير حقيقية أسطورية اقتبسها كاتب سفر التكوين من ثقافات أخرى !
تلك الأفكار التي جاءت في العصر الحديث نتيجة ما يعرف باللاهوت الليبرالي ( لاهوت التحرر ) ويحاول البعض الزج بها داخل عقول شبابنا اليوم.!
وذكرنا أن القصة الكتابية في العهد القديم تؤكد لنا حقيقية الأحداث وحقيقية وجود آدم وحواء وأنهم أصل ورأس البشرية واليوم نستكمل الأدلة الكتابية من العهد الجديد أيضا .
أولا سلسلة الأنساب للسيد المسيح فقد جاء في إنجيل لوقا الإصحاح الثاني يسوع بن يوسف ابن هالي .... بْنِ أَنُوشَ، بْنِ شِيتِ، بْنِ آدَمَ، ابْنِ اللهِ. (لو ٣ : ٣٨)
ونلاحظ هنا أن سلسلة الأنساب انتهت بشيث ابن آدم اي تأكيد على القصة الكتابية في سفر التكوين ان آدم بعد مقتل قايين لأخيه هابيل أنجب شيث ودعي نسله بابناء الله .
وبالطبع يستحيل أن يكون شخصية آدم غير حقيقية وينسب كجد للسيد المسيح وايضا أن كان شخصية رمزية ترمز للبشر كلهم فهل الرمز ينجب ابنا يدعى شيث ويأتي منه سلسلة أبناء هم حدود السيد المسيح؟ ! بالطبع لا .
ثانيا خلقة ذكر واحد وانثى واحدة كما ذكر سفر التكوين
في حديث للسيد المسيح مع الفريسيون الذين جاءوا ليجربوا السيد عن هل يحل للرجل أن يطلق امرأته لكل سبب قال لهم :
"أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟ (مت ١٩ : ٤)
ثم قال أيضا
مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. (مت ١٩ : ٥)
ونجد هنا أن كلام السيد المسيح يتطابق مع ما جاء في سغر التكوين ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. (تك ١ : ٢٧)
وأيضا وحدة الزيجة كما جاء في سفر التكوين
لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. (تك ٢ : ٢٤) وهي نفس الآية التي ذكرها السيد المسيح نصا .
فهل لو كانت القصة التكوينية اسطورة او رمز للبشر كان يستشهد بها السيد المسيح بالكلمة والحرف ؟! بالطبع لا
ثالثا . ذكر هابيل البار ابن آدم .
في توبيخ السيد المسيح للكتبة والفريسين قال لهم :
لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ. (مت ٢٣ : ٣٥) أيضا لو 51:11
وهابيل الذي ذكره السيد المسيح هو هابيل البار ابن آدم وحواء والذي قتل وسفك دمه على يد أخيه قايين وهو اول قتيل في العالم كله لذلك يقول السيد كل دم ذكي سفك على الأرض وهو تأكيد لما جاء في سفر التكوين إصحاح 4
فلو كام آدم شخصية رمزية او أسطورية فهل هابيل أيضا أسطوري ؟ وإن كان كيف يستشهد به السيد المسيح؟
وبالطبع هو شخصية حقيقية سفك دمه الذكي من أجل الإيمان على يد أخيه قايين فهل يمكن ان يكون هابيل البار شخصية حقيقية وادم أبوه شخصية أسطورية غير حقيقية ؟
هل الرمز او الاسطورة يلد حقيقة ؟ وهل يستعين السيد المسيح بقصة ويستشهد بأشخاص اسطوريين غير حقيقيين ؟
الحقيقة أن من يشكك في حقيقة وجود آدم وحواء يشكك في الوحي الإلهي بل ويشكك في كلام السيد المسيح نفسه وبالطبع الإنجيل .
الكتاب المقدس وحدة واحدة يذكر قصة الخلاص بدأ من آدم والسقوط حتى تجسد الله والفداء حتى المجيء الثاني.
ومن يشكك في وجود ادم وحواء إنما يشكك في قصة الخلاص والتجسد كله .
فهي أفكار منحرفة غير كتابية ولا تتوافق مع ايماننا المسيحي ايضا ينادي بها البعض اليوم
لذلك فلنحذر من هذه التعاليم الغريبة عن إيمان وفكر كنيستنا.
....يتبع
----------
عصام نسيم
جميل جدا ربنا يبارك
ردحذف